کد مطلب:306512 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:259

الطبق المتلالی ء بالانوار


.. امتدت اجنحة جبرائیل الامین، المتقاطر من بینها عِبق نسیم الجنان یبثها نحو المشرق و المغرب، و هو یحمل معه نبأً عظیماً لیزفه الی الارض: نبأً ترنمت لاجله الخمائل الخضراء.

واجتمعت لأجله افنان الاشجار و الوان الازهار، تتباری لتصنع اكلیلاً رائعاً من الزهور... فتزفه مع جبرائیل إلی نور الهدی، المصطفی الكریم.

و ها هو الملك یلقی سلام ربه علی سید المرسلین، ثم ینبئه بما اتحفه خالقه.

و اُنزل الطبق المتلألی ء بالنور و حوله ملائكة ربّ العالمین، و هم ینثرون حول النبی اطیب الریاحین.

انها مائدة الرحمن من ارض الكرامة و الرضوان، (طبق مغطی باستبرق و سندس من ترابیب جنان العللیین) [1] .

التمعت عیون النبی العظیم بفرحة لا توصف، و هو یری كرامة ربه، فیخاطبه الامین قائلاً:


(یأمرك ربك ان تجعل الیلة افطارك علی هذا الطعام و انه لمحرّم إلّا علیك).

.. ارتسم طیف ابتسامة علی ثغر المصطفی، و هو رافعاً یدیه الی السماء یشكر اللَّه علی نعمه و آلائه.

ثم كشف الغطاء عن الطبق المتلألی ء بالثمار الفردوسیة و اذا هو!!

«غدق من رطب و عنقود من عنب» [2] ، عندها رفع طرفة نحو السماء یتأملها بعمق روحه الایمانیة و لسانه یرتل ببلیغ الحمد التسبیح.

ثم بدأت انامله الشریفة تلتقط من هذه التحفة، من رطبها و عنبها، ثم ما یحمد اللَّه و هو یمسح یدیه، بمندیل من الجنة.

و استقبل القبلة كعادته، لیصلی (النافلة) زهرة قلوب الانبیاء، لكنه رأی نور جبرائیل غطی محرابه، و لم یفارقه... فما عساه یبغی یا تری؟

.. فتسرع نیرات الملك الامین و قد فاضت بشراً لتفصح عمّا یأمر به الخالق نبیه قائلاً له:

«إن اللَّه یأمرك بالاسراع الی بیت خدیجة سلام علیها و ان یترك نافلته فهی محرمة علیه فی وقته حتی یأتی منزلها» [3] .



[1] «نطفة فاطمة من الجنة» من علماء العامة: الخوارزمي في مقتل الحسين ص 63- 68، اخبار الدول ص 87 ط بغداد للعلامة أحمد بن يوسف الدمشقي، الذهبي في الاعتدال: ج 2 ص 26، المستدرك ج 3 ص 156 للحاكم النيشابوري، العسقلاني في لسان الميزان ج 4 ص 36، ميزان الاعتدال ج 1 ص 253 والخوارزمي ص 68 مقتل الحسين يرويان الحديث عن عمر بن الخطاب.

«رائحة فاطمة من الجنة» «كان صلي اللَّه عليه و آله و سلم يشم رائحة فاطمة اذا اشتاق إلي الجنة» روي هذا الحديث علماء العام ء منهم: الخطيب البغدادي ج 5 ص 87 في تاريخ بغداد، الخوارزمي في مقتل الحسين ص 63، الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 38، العسقلاني في لسان الميزان ص 160 ج 5، القندوزي الحنفي في ينابيع المودة، ذخائر العقبي لمحب الدين الطبري ص 43، تاريخ بغداد ج 5 ص 87 ط مصر يروي عن عائشة، الخوارزمي ص 63 ط الغري- عن عائشة، الزرندي في «نظم درر السمطين ص 177- عن عائشة، أرجح المطالب ص 239 ط- لاهور-عن عائشة، وسيلة المأل للعلامة الحضرمي ص 78 ط مكتب الظاهرية- دمشق.

[2] روي عن عائشة: قلت يا رسول الله صلي اللَّه عليه و آله و سلم مالك اذا اقبلت فاطمة عليهاالسلام جعلت لسانك في فيها فكأنك تريد تلقمها عسلاً فقال صلي اللَّه عليه و آله و سلم: انه لما اُسري بي ادخلني جبرئيل الجنة فناولني (تفاحة) فاكلتها فصارت نطفة في ظهري فلما نزلت من السماء واقعت خديجة ففاطمة من تلك النطفة فكلما اشتقت الي تلك النطفة قبلتها. ذكره: مؤمن الشبلنجي في نور الابصار ص 40، كذلك اخرجه أبوسعد في شرف النبوة، و أيضاً أخرجه محب الدين الطبري في ذخائر العقبي ص 36، و كذلك أيضاً تاريخ البغدادي للخطيب البغدادي ج 5 ص 87، السيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 153 عن الطبراني.

و بقليل من التغيير في كنز العمال ج 7 ص 111 عن ابن عساكر المناوي في فيض القدير ج 5 ص 176، ذكره أيضاً عن ابن داود اسدالغابة لابن الاثير ج 5 ص 522، الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 42، و قال: رواه الطبري في الاوسط و رجاله ثقات. اضف إلي حديث (ابن عبّاس).

[3] بحارالانوار. بيت الاحزان للقمي.